الرواية فكرتها جميلة ومبتكرة حيث نتابع رجل يوظف نفسه للأجار ، و استئجار البشر موجود بالفعل منذ زمن، ففي الثقافة العربية مثلا كان أهل العزاء يستأجرون نسوة لتبكي على الميت وتذكر مناقبه، لكن كيف يبدو الاستئجار اليوم؟ من خلال هذا الحال يسلط المؤلفة الضوء على صراع النفس البشرية مع الوحدة و ضياع الهوية. تملك المؤلفة الفكرة و الحبكة لكنها لا تملك لغة ، الرواية تفتقر لامرين، الأول عمق المشاعر .. حديث الشخصية عن نفسه لم يكن مجسداً لشعوره فالتصريح بالشعور لا يكفي ، في مواضع استطاعت المؤلفة تجسد الشعور حيث أظهرت روتين الشخصية اليومي ، لكنها مواضع قليلة ، الثاني انعدام الجمال و البلاغة.. اللغة ليست كماليات في الأعمال الأدبية، لابد أن تطربني و تحركني العبارات ، لابد أن تخرج من الأدب بنصوص تحوم في ذاكرتك .. الرواية فقيرة ادبياً .
تكتب سيلفيا بلاث رواية عن ذاتها ، تشعر بأنها ليست رواية بالمعنى الأدبي الرفيع فتنشرها بأسم مستعار ، تلتصق الرواية بسيلفيا التصاق الجنين بأمه ، قلم نسائي صادق عن تجربة فتاة مراهقة تحت ضغط الاختيار بين رغباتها الجامحة و بين الحياة التقليدية للمرأة المحكومة بالاعراف . <b><blockquote>" I also remembered Buddy Willard saying in a sinister, knowing way that after I had children I would feel differently, I wouldn’t want to write poems any more. So I began to think maybe it was true that when you were married and had children it was like being brainwashed, and afterward you went about numb as a slave in some. private, totalitarian state." </blockquote></b> لا توجد حبكة هنا ، الرواية تتحرك وفق تجربة أستير طالبة الأدب الإنجليزي التي حازت على فرصة العمل كمحررة متدربة في مجلة نسائية وفي مدينة نيويورك مع احدى عشر شابة ، نشاهد مغامرات عاطفية و تساؤلات تحوم في عقلها عن الحياة بعد التخرج وشغفها بكتابة الشعر . <b><blockquote>"It had nothing to do with me, but I couldn’t help wondering what it would be like, being bummed alive all along your nerves." </blockquote></b> كرواية يافعين تجدها حتى نصل إلى رحلة العودة إلى مدينتها بوسطن ، هنا تتحول الرواية من حكاية شابة أمريكية بيضاء تعيش إرهاصات المراهقة إلى حكاية شابة تتعرض لاضطراب في النوم يأخذها إلى جحيم العلاج النفسي ومرة أخرى يقف شيء في حياتها أمام الكتابة . <b><blockquote>"I saw the days of the year stretching ahead like a series of bright, white boxes, and separating one box from another was sleep, like a black shade. Only for me, the long perspective of shades that set off one box from the next had suddenly snapped up, and I could see day after day after day glaring ahead of me like a white, broad, infinitely desolate avenue. It seemed silly to wash one day when I would only have to wash again the next. It made me tired just to think of it. I wanted to do everything once and for all and be through with it." </blockquote></b> سيلفيا تترك القارئ يفهم دون كشف الأحداث، سيلفيا تحرك الرواية بلا حبكة فالحديث عن الأمومة و العفة و الصداقة وطرق العلاج النفسي المخيفة و نظرة الرجال و الانتحار جميعهم يأتون في صور حدث تمر به أستير فقط ، قطع فسيفساء تجتمع لتكشف سبب اضطراب عقل الشابة ودخلوها في الإكتئاب، لم تصرح بلاث بمرض أستير كما لم تصرح بالجرح الذي تعرض له الرحم في أول جماع لها رغم إصرار الجميع بأنه طبيعي لأنها عذراء! ، ربما يكون هيكل الرواية ثقيل على من اعتاد وضوح المسار . <b><blockquote>" “What I’ve done,” I remember her saying, “is to throw together events from my own life, fictionalizing to add color--it’s a pot boiler really, but I think it will show how isolated a person feels when he is suffering a breakdown....I’ve tried to picture my world and the people in it as seen through the distorting lens of a bell jar.” Then she went on to say, “My second book will show that same world as seen through the eyes of health.” "</blockquote></b> الرواية انعكاس مرآة لملامح بلاث ، ولا يجب على القارئ التردد في نقدها لكونها انعكاساً فلو كانت مذكراتها ربما أختلف الأمر، الرواية السرد فيها بطيء ودقيق حتى نجد حوار يمكن اختصاره بعبارة ، الأسلوب يختلف حين ندخل إلى رحلة العودة لبوسطن ، أتفهم جيداً من توقف عن القراءة أو من لم تعجبه الرواية .. مهما كان رأينا هذه الرواية تعبر فيها المرأة بصدق عن نفسها .. وهذا وحده يستحق الإشادة. مؤسف بأن بلاث لم تعش لتكتب بصدق الجانب الآخر .. المرأة المتزنة نفسياً ، مؤلم انتحارها بعد الأمل في حياة أستير في الخاتمة.
يجمع لاري فيليبس آراء همنجواي عن الكتابة ، ويرتبها حسب الموضوع . في هذا الكتاب اكتشفت فعلا بأني لا أحب شخص همنجواي ولست متأكده من مدى قبولي لكتاباته ، لاري فيليبس يتقبس النص ويحرص على المرجع فيتضح السياق نوعاً ما ، نصائح همنجواي أو آراءه المعتبرة عن الكتابة ليست جديدة أو فريدة ، هي ذات الأساسيات التي تبني على الروايات جودتها الأدبية، كأن تكتب الشخصيات كشخوص حقيقية وتبتعد عن النمطية الوصفية، وأن تكتب عن ما تعرفه و أن تبتعد عن الموجات الرائجة و المواضيع المعلبة الجاهزة . لكن في بعض الآراء تظهر شخصية همنجواي فأجد في نفسي نفوراً ، هذا الرجل يرى في النقاد خصوماً ويرى في الكتابة حلبة مصارعه! يتحدث عن لكم وضرب تولستوي و تورجينيف و كونه يطمح بالإطاحة ببطل المصارعة شكسبير! ثم يعتذر أن كان يبدو متفاخراً لكنه يطمح بأن يكون البطل! .. مراهق؟ هذه نفسية مراهق تفجر في بدنه هرمون تستوستيرون مع البلوغ! كيف يكون هذا تصور كاتب عن الكتابة؟ منافسة من يغلب من ؟ ثم يصور المشهد بالمصارعه! همنجواي يقرأ الأدب الروسي كما يقرأه القارئ العربي اليوم، لا يتجاوز المعروف .. تولستوي و تشيخوف و دوستويفسكي ثم تورجينيف ، هذه ليست قراءة للأدب بل قراءة المشهور في مديح النقاد ، ليست المشكلة هنا المشكلة حين نجده يصرح بأن دوستويفسكي كتابته رديئة وهو رجل شهادته لا تتجاوز التعليم الثانوي ، يذكرني بعباس محمود العقاد .. فقاعة الثقة التي يعيشان فيها حيث يقيمان من حولهم و يكسبون معرفتهم من خلال أنفسهم! <b><blockquote>"It is my wish that none of the letters written by me during my lifetime shall be published. Accordingly, I hereby request and direct you not to publish or consent to the publication by others, of any such letters. to his executors Selected Letters, p. xxiii" </blockquote></b> الكتاب لمن يريد سماع نصائح عن الكتابة لا يستطيع النظر إليها دون ظهور ظل الناصح، ولمن يحب همنجواي.
يريد أمير آريان أن يكتب رواية عن حادثة حصلت سنة 2004 في طهران وهي اعتصام سائقي الحافلات، ويريد أن يكتب رواية سجون تركز على الحبس الانفرادي، ويريد أن يبيع الرواية في السوق ، ماذا فعل؟ يونس ترابي رجل بسيط يعمل سائق حافلة ، له ذكريات عائلية حزينة وواقع معيشي مرهق ، يشارك في اعتصام لنقابة سائقي الحافلات، يتم إلقاء القبض عليه ثم يتعرض للتحقيق ، فيأخذ التحقيق ثلاثة أرباع الرواية ، ثم نراه في الحبس الانفرادي يلعق قيء قديم دون سبب مفهوم إلا محاولة المؤلف أن يجعل القارئ يصدق بأن البقاء وحيد يعطب العقل ، لكن عقل يونس سليم فهو مدرك وواعي لا مجنون أو معتوه، بالمناسبة انتبهت للرمزية صح؟ يونس النبي و الحوت و يونس الإيراني و السجن ، حسنا فقط أنتهت الرمزية، لا يوجد أي رابط آخر سوى الإسم و الحبس . بعد الحبس يحكم عليه ثم نراه خارج السجن ، في عشر صفحات تقريبا يتحدث المؤلف عن تجربة يونس في السجن تحت حكم الأربع سنين تحدثاً عجل ، يرمي اسماء و مواقف ثم يضع يونس المسن في صدمة حضارية حين يشاهد الجيل الجديد يعتصم ويتابع المشهد مباشرة من الفيسبوك . اسوأ رواية سجون ، المؤلف يريد تصوير أفكاره دون مراعاة لواقع الأحداث، لا يكفي الضرب في التحقيق لتكون تجربة تؤدي للجنون ولا نرى عمق الصراع النفسي حين يحبس المرء مع أشباح عقله في الانفرادي! ، ولماذا الاستعجال في أحداث سجنه أربع سنين بعد القضاء الفاسد ؟ كيف تعتقد بأني سأتعاطف مع زملاءه في السجن حين ترمي اسماءهم علي تباعاً و المواقف اختصاراً !، ثم أضاع فرصة جميلة لرؤية وجهة نظر يونس المسن في المطالبات الحقوقية بعدما سرق النظام عمره عقاباً عليها ، جعلنا نشهد مسناً يعيش قلقاً من الآيفون! . كيف سيبيع أمير آريان الرواية؟ يصرح المؤلف بأن الكتابة بالإنجليزية أسهل عليه ، فيقرر نشرها من الدور الأمريكية لذا نجد فجأة دون أي منطق شخصية فتاة تقابل يونس، تخبره بأنها سترحل لأمريكا لكن قبلها ستمر على دولة الاحتلال الاسرائيلي لأنها يهودية! ثم تسأله هل هو متضايق لأنها يهودية؟ فاليهود غير محبوبين في إيران الآن !، حقا استاذ أمير ؟ لانها يهودية لا لأنها إسرائيلية؟ هل تشجع السردية الصهيونية بمعاداةالسامية وتلوح بتضامن حين تجعل يونس متودداً معها ؟ ، وفي السرد يتحدث يونس قائلا بأنه صرخ بالفارسية كلمة اخترعها، صرخ بالفارسية؟ نعم يريد أن يشرح المؤلف الكلمة التي اخترعتها الشخصية لذلك أحتاج أن يقدم في نصه الإنجليزي تنبيهاً لتحول لغوي حتى يشرح اللفظ الفارسي! ، الرواية لا تبدو من الأدب الإيراني.
شغف بالجهل : ما نختار معرفته ولماذا .. عنوان مميز لكتاب المؤلفة ريناتا ساليكل الباحثة السلوفينية في مجال القانون و الفلسفة وعلم الاجتماع ، المتخصصة بالفلسفة الغربية و الزوجة السابقة للفيلسوف المعروف سلافوي جيجك .
تقدم ريناتا في الكتاب تمظهرات للجهل المقصود و التجاهل ( المعرفة دون إقرار بها ) حيث يكونان مشكلة و حيث يكونان حلول ! <b><blockquote>" What does it mean to be protectively stupid? This term was introduced by George Orwell, who in his dystopian novel 1984 presents it as the strategy of “crimestop.” Orwell declares it to be “the faculty of stopping short, as though by instinct, at the threshold of any dangerous thought.” "</blockquote></b> تبدأ في المقدمة مع المشهد المعاصر لصدور الكتاب وهو انتشار وباء كورونا ، تقرب المجهر على الدولة التي تسيطر على العالم حيث يعتلي عرشها تاجر أخرق .. ترمب وخرافة التطعيم ، بداية موفقة لكتاب يتحدث عن قصد الجهل و ممارسة التجاهل ، ثم تنتقل في الفصل الأول إلى انواع الجهل و التجاهل وصورهما في الحقول العلمية ، في الفصل الثاني تعرض الجهل و التجاهل في الحرب ، وتركز على حرب البوسنة و الهرسك خاصة حيث نرى امتدادها إلى اليوم سواء من التجاهل المقصود لحجم الجريمة أو الجهل الذي يقصده البوسني المهاجر جراء الصدمة التي تعرض لها . <b><blockquote>" As Mašović concludes, “The families of the missing are the biggest victims of this war. You have nowhere to mourn.” He calls this impossible mourning “a genocide that lasts.” It is no longer a crime against the dead, he explains. “This is genocide of the living.” "</blockquote></b> في الفصل الثالث تنظر إلى علم الجينات والوراثة وعلاقته الملفتة بالجهل ، إذ ينزع الإنسان إلى تبرير سلوكياته بجيناته الموروثة ، كذلك هناك معضلة أخلاقية في طب الوراثة حيث نتساءل هل يحق لصاحب العينة أن يرفض معرفة أي مرض وراثي يظهر ؟ هل يحق للطبيب أن يكشف للوالد عدم ارتباط جينات ابنه به بعد فحص لا يتعلق بالنسب؟ ، الفصل الرابع تخصصه المؤلفة للتجاهل بل إنكار المرض ، وهو فصل يلامس الواقع بحزن فالحقيقة التي تخرج من فم الطبيب يكون تأثيرها على المريض المترقب خطيرة . <b><blockquote> " In classical Greek philosophy, truth was thought of as “like a medicine,” to be prescribed to the “patient” in carefully controlled amounts, and until recently it was standard medical practice to take a similar approach to the truth "</blockquote></b> الفصل الخامس يتعلق بالجهل و التجاهل في العلاقة الغرامية ، وهذا الفصل ممتع وفيه طرحت المؤلفة أمراً مهم وهو " العشق المتخيل " حيث يرسم العاشق صورة خيالية للمعشوق يحافظ عليها من حقائق الواقع للشخص الذي اختاره معشوقاً ، وتذكر المؤلفة أيضا أقوال لمفكرين عن الحب و تنظر للذكاء الصناعي وتحولاته فيما يتعلق بالموضوع و الواقع المعروف للخيانة والتعامل معها بالتجاهل . <b><blockquote>" Fantasy shapes a person’s perception of reality; as a result, that fantasy rarely changes when that person discovers new knowledge, truth, or facts. This is mainly because fantasy has l ittle to do with how things are in the “real world.” Often, the subject’s fantasy acts as a defense against “reality testing,” as well as against interpretations that might undermine it. As a result, no amount of truth or information about the object of one’s love can change the lover’s perceptions. " </blockquote></b> الفصل السادس وهو الخوف من أن يتجاهلك الآخر وفيه موضوع ملفت تطرقت له المؤلفة وهو انكسار الرجل حين تتجاهله امرأة يرغب بها فتظهر ردة فعل دفاعية غاضبة تبدأ من أفكار ذكورية تعزز له فوقيته عليها وتنتهي بعنف جسدي يمكن أن يوقعه على المرأة ، الفصل الأخير متعلق بالمعرفة و تطور التقني حيث يمكنه أن يفكر و يحسب بدلاً من الإنسان الذي نجده يقرر انعدام فائدة البحث مادام هناك تقنية تبحث بدلا عنه .
لا تقدم ريناتا ساليكل طرح جدلي ولا تأخذ القارئ في نقاش ، تضع الاسئلة و التصورات و التقريرات ثم تنتقل للفصل الآخر ، لا يشترط ذلك في الكتب لكني أحب عادةً أن تحمل الكتب نقاشاً يضع الأفكار في معيار فمثلاً فكرة ارتباط الإنسان عاطفياً بالذكاء الاصطناعي لا تبدو لي صورة حقيقية للحب ويمكن للمؤلفة وضع الفكرة في نقاش مع مفهوم الحب لتفسر ذلك الشعور العاطفي البشري اتجاه آلة صنعها . لا يمنع ذلك من الإستفادة من تنوع و اختلاف المواضيع في الكتاب و سلاسة قلم المؤلفة عجيبة
قرأت لهاندكه كثيراً والرجل لا يكتب خارج أسلوبه حيث يضع القارئ مع شخصية الرئيسية التي نقف معها متأملين الشخصيات و الأشياء و المشاهد، لا تجد في العمل حبكة ، مجرد وقفات تأمليه .. مثل هذا الأسلوب يعتمد اعتماد كلي على الكتابة البلاغية والابداعية بحيث تجعلني أتذوق طعماً غير مرارة الجمود، لكن هذه الرواية لم تستطع فلم أكملها.
عن شابة تواعد الشبان ، يقعون في غرامها ثم تقتلهم دفاعاً عن النفس.. تتصل بأختها الكبرى فتأتي لتنظيف مكان الجريمة .. حتى جاء اليوم الذي سألت كوريدي نفسها هل تصدق عذر أختها أيولا فعلا؟ "She had a button nose and lips that were permanently pursed. I touched her hair; it was soft and curly. "Is she mine?" Mum laughed, her body shaking, which stirred Ayoola awake. She gurgled. I stumbled backward in surprise and fell on my backside. "Mummy, it talked! The doll talked!" "She is not a doll, Korede. She is a baby, your baby sister. You're a bis sister now, Korede. And big sisters look after little sisters."
الرواية رغم تناولها لشخصية قاتلة إلا أن العمل يحدق في علاقة الأخوات أكثر من جريمة القتل ، كوريدي الأخت الكبيرة والتصور العائلي دائما ينظر إلى الأبناء الكبار نظرة مسؤولية، فهي منذ ولادة أختها تصبح المسؤولة عنها ، لكن كوريدي تتعرض للمقارنة حين ولدت أختها، أيولا أفتح بشرة .. أيولا أجمل .. أيولا جسدها أكثر أنوثة، لا تهم نجاحات كوريدي ولا وظيفتها ولا اتقانها للطبخ .. هي امرأة أقل من أختها التي لولاها هي لانتهت حياتها باكراً . تضغط المؤلفة على هذه الفكرة ، واقع كبش الفداء في الأسرة، ثم تزيد المعضلة حين ينجذب الدكتور - الذي يعجب كوريدي- إلى أيولا ، أن تصبح أختها الأصغر ليست عالة فقط بل منافس أيضاً ! ، أيولا ليست فتاة حمقاء فهي تنتبه لرغبة أختها لتفصح لها اخيراً بأنه مثل بقية الرجال .. سطحي يرغب في جمال المرأة فقط ، لا ربح منه . " Femi wrote her a poem. (She can remember the poem, but she cannot remember his last name.) I dare you to find a flaw in her beauty; or to bring forth a woman who can stand beside her without wilting."
تروي الحكاية كوريدي وتتحرك الرواية في ثلاث مسارات ، الحاضر بصورة متتابعة و الماضي بصورة ومضات و خارج الزمن! ، حيث تضع المؤلفة مشاهد تقف كوريدي ليقف معها القارئ متأملاً تحاول بهذه الطريقة أن تجعلك تستشعر المعنى ، أن تجلس أمام مريض غيبوبة و تبكي ، أن تحدق في صفحة شخصية لامرأة تحب زوجها الذي يخونها مع أختها، مشاهد كثيرة تضعها المؤلفة منفصلة دون ربط بينها وبين الأحداث حتى حين تتطور و تتقعد تجد طيف المشهد وسط العقد ، الحاضر كي تسأل هل ستكشف أيولا؟ و الماضي كي تسأل لماذا تقتل أيولا؟، لكن الرواية لا تتجاوز كوريدي .. ففي النهاية لولا كوريدي لم تكن أيولا . "The house is silent. Even the house girl is asleep. I head to the living room, where the flowers seem to be defy- ing the darkness. I go to the roses first and touch the petals. I peel one off. Then another. Then another after that. Time passes slowly as I stand there in my nightie plucking flower after flower, till the petals are all scattered at my feet."
اعتقد ان المؤلفة استعجلت النهاية ، كنت اتمنى منها عمق أكثر في علاقة كوريدي بالدكتور خاصة وأنها تدرك بأنه يعرف جمال روحها لكنه قرر التوجه إلى جمال وجه أختها، كنت اتمنى دور أكبر لمختار ، أحببت أسلوب السرد المجزأ خاصة في رواية تبث نفسها من وجدان البطلة .. مشكلتها في العجلة فقط .
حاولت قراءة الرواية ثلاث مرات و المرة الثالثة ثابتة ، لماذا المحاولة؟ لأن القراء الأجانب تكاد قلوبهم تذوب حباً للرواية ، ولأن أهل مكة أدرى بشعابها قررت النظر فيها . لكن لماذا الفشل في المحاولتين؟ السبب أدركته حين انتهيت. ❞ ونظرت خلال النافذة إلى النخلة القائمة في فناء دارنا، فعلمت أن الحياة لا تزال بخير، أنظر إلى جذعها القوي المعتدل، وإلى عروقها الضاربة في الأرض، وإلى الجريد الأخضر المتهدل فوق هامتها فأحس بالطمأنينة، أحس أنني لست ريشة في مهب الريح، ولكني مثل تلك النخلة، مخلوق له أصل، له جذور، له هدف. ❝
الراوي و المروي عنه وبينهما واقع السودان ، الراوي لا يذكر اسمه ويذكر أنه عاد من أوروبا حاملاً دكتوراة، له زوجة و بنت ووطن ينقسم إلى حاضرة و ريف ، المروي عنه مصطفى سعيد رجل غريب عن اهل الريف لا يعلمون عن ابتعاثه إلى أوروبا شيء ، له زوجة من بنات الريف و صبيين ولا وطن له حائر بين الشمال و الجنوب ، ثم أخيرا السودان.. الأرض التي يذكر فساد حزبها الاشتراكي لماماً كملء فراغ بين مسار الراوي و المروي عنه . ❞ ونحن في قمة المأساة صرخت بصوت ضعيف: "لا. لا". هذا لا يجديك نفعًا الآن. لقد ضاعت اللحظة الأخيرة حين كان بوسعك الامتناع عن اتخاذ الخطوة الأولى. إنني أخذتك على غرة، وكان بوسعك حينئذ أن تقولي "لا". أما الآن فقد جرفك تيار الأحداث، كما يجرف كل إنسان، ولم يعد في مقدورك فعل شيء. لو أن كل إنسان عرف متى يمتنع عن اتخاذ الخطوة الأولى، لتغيرت أشياء كثيرة. هل الشمس شريرة حين تحيل قلوب ملايين البشر إلى صحار تتعاور رمالها ويجف فيها حلق العندليب؟ وتريثت وأنا أمسح براحة يدي ظاهر عنقها ❝
يكتب الطيب بأسلوب جميل يعتمد على الشاعرية و المعاني الوجدانية، وهنا تتحول الكتابة إلى مشكلة حيث أن الراوي ليس قريباً من القارئ على عكس مصطفى سعيد الذي تصبح الكتابة معه نافذة تطل على شخصية عميقة تصارع عواطف عاصفة ، ليس لأن الراوي بارد في وصفه بل لأنه شخصية لا تصبح حقيقية في النص إلا لاحقاً ، لهذا وجدت نفسي انفصل مراراً عن النص حتى استطعت في القراءة الثالثة أن أكمل النص ، فإن تستطيع متابعة حديث شاعري لشخص لا تدري ماذا يريد فلن تجد صعوبة في القراءة. ❞ وسمعت منصور يقول لرتشارد: "لقد نقلتم إلينا مرض اقتصادكم الرأسمالي. ماذا أعطيتمونا غير حفنة من الشركات الاستعمارية نزفت دماءنا ولا تزال؟" وقال رتشارد: "كل هذا يدل على أنكم لا تستطيعون الحياة بدوننا، كنت تشكون من الاستعمار، ولما خرجنا خلقتم أسطورة الاستعمار المستتر. يبدو أن وجودنا، بشكل واضح أو مستتر، ضروري لكم كالماء والهواء". ولم يكونا غاضبين، كانا يقولان كلامًا مثل هذا ويضحكان على مرمى حجر من خط الإستواء، تفصل بينهما هوة تاريخية ليس لها قرار. ❝
الراوي يعود من اوروبا إذن يفترض أن نشاهد تأخر السودان الحضاري ،صح؟ خطأ ، الحديث عن السودان يأتي حين لا يدري الطيب عن ماذا يتحدث ، تركز الرواية على شخصية مصطفى سعيد حتى الراوي يدور في فلكه ، لكن المؤلف لا يريد حكاية رجل أفريقي عربي يواجه التصور الاستشراقي فقط ، يريدها عن الاغتراب أيضا ، لكنه لا ينفك عن حكاية مصطفى. تطل السودان بهامشية، الشخصيات التي تعمل بالحكومة لا ننظر معها في اي شأن ، الشخصيات الأجنبية في البلد كذلك لا نلاحقها ، حتى القرية التي يعيش فيها الراوي لا نتجاوز فيها مجلس جده واذا تمشينا في الشوارع سمعنا أصوات مضاجعة و نهيق حمير! ، السودان أكبر .. السودان أعمق .. وحكاية الأحزاب الاشتراكية القومية حكاية طويلة مخيفة إن لم تملك الجرأة فلا تقترب ، أزعجني بحق اختصار الوضع السودان في الستينات بهذه الصورة. ❞ نظر إليّ دون عطف وقال "حين راح لها أبوها وشتمها جاءتني في البيت مع شروق الشمس، قالت تخلصها من ود الريس وزحمة الخطاب فقط تعقد عليها لا تريد منك شيئًا قالت: يتركني مع ولديّ، لا أريد منه قليلاً ولا كثيرًا، قلت لها لأ، ندخلك في المشاكل، نصحتها أن تقبل الأمر الواقع أبوها وليّ أمرها وهو حر التصرف وقلت لها: ود الريس لن يعيش إلى الأبد رجل مجنون وامرأة مجنونة ما ذنبنا نحن؟ ماذا كان بوسعنا أن نفعل؟ مسكين أبوها منذ ذلك اليوم المشئوم وهو طريح الفراش لا يخرج ولا يقابل أحدًا ماذا أفعل أنا أو غيري إذا كان العالم قد أصيب بالخبل؟ واتضح أن جنون بنت محمود ليس مثله في الأولين ولا الآخرين". ❝
لكن لماذا مصطفى سعيد؟ لأنه الصورة المعكوسة ، أنه الرجل العربي الافريقي الذي يذهب إلى الغرب ليكتشفه ، ماذا اكتشف؟ أجساد النساء طبعا ، وهل يمكن للرواية العربية الحديثة أن تكتب خارج العضو الذكري؟ ، مصطفى سعيد لا يقدم أي ملاحظات و مقارنات أي نقد أي فكر .. لكنه يقدم تصوير شاعري جميل للجنس ورغبة شهوانية لا تشبع مما يجعل حديثه عن الحب حديث منجمين حيث يصدق وهو كذاب . زوجة مصطفى سعيد؟ هذه زلة المؤلف. أراد الطيب الصالح أن يضع قليلاً من قضايا المرأة في النص لذا من هي أفضل مرأة في النص من زوجة التنويري؟ ، لهذا تواجه حسنة قضية الإجبار على الزواج وكسر كلمة الولي ، لكن المؤلف نسى زوجة الراوي ! كيف نجد رجل يشتهي امرأة أخرى ويفكر فيها وفي عطرها ولا نرى لزوجته سطر واحد في الرواية؟ لماذا أختار المؤلف أن يوجه طاقة العشق و الهيام للمرأة المحرمة بينما زوجته هناك وحدها تنتظر زوجها الدكتور ، زوجة الراوي لا يفكر فيها الراوي ولا يفكر فيها الروائي .. أوجدها فقط لكي يفكر بها الراوي كعقبه أمام طريقه لامرأة أخرى! ، مفارقة ساخرة أن تكتب عن قهر المرأة وأنت تمارس قهراً عليها في السرد .. أجعله أعزب أو دعنا نرى زوجته.
كتاب جاء بطريقة عفوية ، لا تريد منه المؤلفة أن يكون علمياً ، ثم نقلت فيه أقوال نساء مختلفات كوسيلة لخلق صوت جماعي يعبر عن النساء اللاتي لا يريدن الإنجاب.. المؤلفة تخلط كثيرا و تتخبط بشكل يصل إلى الضجر فهي لا تبدو مدركة جيداً للذي تريده ، الحسنة الوحيدة هي حديثها عن وسم النساء اللاتي لا يرغبن بالإنجاب بالانانية و الرفاهية ، ولأن المشكلات كثيرة سنقسمها إلى: <b> جعل الاختيار هوية!</b> <b><blockquote>"There are two kinds of inten- tionally childless women - the ones who have always known and the ones who have come to the realisation slowly over time. Rarely is it a 'decision.It's not like deciding if a short haircut will suit you or if you should paint the bathroom teal For me, it wasn't a decision at all. It's a conviction deep in my bones. We can no more row back on that feeling that someone who wants to have children can row back on their deeply held desire for family life." </blockquote></b> ترفض المؤلفة سؤال لماذا و تصر على كونها لا ترغب بالإنجاب ليس لأنها قررت بل لأنها .. مخلوقة بانعدام رغبة ، حين تصبح الهوية مفهوم مطاطي نجد أمثال المؤلفة يدعون لأنفسهم حق تحقيق الميول والرغبة على أرض الواقع دون سؤال و نقاش بل يصبح أي حوار محاولة لنزع الحق ، المرأة الوحيدة التي انعدام الإنجاب جزء من هويتها هي العاقر وليست وحدها بل بجانبها شقيقها الرجل العقيم ، هما فقط من يكون عدم الإنجاب هوية ، أما الأخوة و الأخوات الذين تعمل اعضاءهم التناسلية على إنتاج الحيوانات و البويضات فهم أشخاص مخيرون ومن حقهم الاختيار . لكن لماذا تريد المؤلفة جعل عدم الرغبة بالأطفال هوية؟ رغم أنها لا تجيب إلا أنك تستطيع رؤية سبب منطقي وهي الأمومة حين تصبح هوية ، تضع المنظومة الذكورية المرأة في دور الأم فقط ومن تفكر خارج إطار الطفل و البيت هي امرأة أقل إن لم تكن مذنبة وعليها التوبة، اختصار هوية المرأة بالأمومة يحمل ثقلاً فدور الأم ليس سهلاً متيسر ، لهذا ستجد المرأة نفسها مجبرة على دور صعب قد تفقد بسببه رغبات كثيرة ، الصواب أن لا تكون ردة الفعل خلق هوية مناقضة! ، أن نصنع هويتان إما أم أو امرأة بلا أطفال! .. ردة الفعل هذه ليست طفولية فحسب بل فيها عته و غباء ،الأمومة دور اجتماعي لا يفقدكِ فردانيتكِ . وهناك سبب واقعي وهو التيار الهوياتي الذي أطلقه الشواذ جنسياً ، فالمؤلفة تشجع اختلاف انواع الأسر على أن لا تكون الأسرة البيولوجية هي الأصل ، وأن يكون مفهوم الرعاية بجانب مفهوم الوالدية حين يتعلق الأمر بالاهتمام بالأطفال، فتضع المرأة التي لا ترغب بالإنجاب بجانب الرجل المتحول و المرأة المتحولة و المرأة العاقر!.
خلاصة الكلام هنا أن دعوى الهوية مرفوضة فعدم الإنجاب للقادرين عليه يسمى قرار و أصحاب القرار تكون لهم أسباب خاصة في القبول و الرفض ، وحدهم الذين يولدون بلا قدرة يكون عدم الإنجاب جزء من وجودهم وعليه أي ممارسة تقلل من شأنهم أو تشيطن وجودهم تسمى عنصرية.
<b> وصف النساء بالمخلوق الخطافة</b> مخلوق نصفه امرأة و الآخر طائر يدعى هاربي أو الخطاف ، لم يصف أحد المرأة التي لا ترغب بطفل بهذا الحيوان الاسطوري لكن المؤلفة تعتقد بأن وصف المرأة به يدل على القوة و الصلابة في مواجهة وسمات العار و الاحتقار !
<b>التهرب و عدم المواجهة </b> الأنانية و الإنتاجية و الوحدة ، ثلاثة أمور ينظر إلى المرأة التي لا ترغب بالإنجاب من خلالها ، فيعتقد الجميع أنها تفكر في رغباتها الشخصية فقط بحيث لا تجد في نفسها رغبة في الإهتمام بطفل ولا تريد تحقيق رغبة زوجها بالابوة ، امرأة تهرب من المسؤوليات التي تتجاوز ذاتها ، ترد المؤلفة بأنها تحب رعاية الأطفال والاهتمام بهم و تحب مساعدة الأمهات و كبار السن ، أن فرصة التعاون أكبر حين تقرب من أسرتك امرأة لا ترغب بالإنجاب لأنها ستحب خدمة الآخرين وتملك وقت لذلك ، إذن سيكون الاعتقاد بأن النساء اللاتي لا يرغبن بالإنجاب يوفرون أكثر لأصحاب رؤوس الأموال صحيح ، فهن موظفات أفضل لكونهن متفرغات للإنتاج فليس لديهن مسؤوليات تحتم عليهن تقليص و تخصيص أيام للعمل و الإجازة، ترد المؤلفة بأن هذا ليس بصحيح فلا يجب النظر إلى التي تقرر عدم الإنجاب على أنها موظفة متفرغة فربما لديها شغلها الخاص وتريد له وقتاً وهي تقر وتحترم النساء اللاتي يجدون أنفسهم في وظائفهم لكنها ترفض وضع توقعات إنتاجية عالية على اكتافهن، يعتقد بأن الوحدة ترافق المرأة التي لا تريد طفل لكن المؤلفة ترفض فهي لديها زوجها وغيرها لديهن صديقات . ما الذي تفعله؟ المؤلفة تهرب بهويتها - أو بالأصح برغبتها - من التصور السلبي ، لذلك تنفي الأنانية رغم أن نساء مثلها كثر شجاعات قالن بصريح العبارة نعم .. لا أريد مسؤولية أريد الإهتمام بنفسي فحسب ثم يسردون روتين الأمهات ليقلن في الختام بأنهن أراحن انفسهن، الصراحة مهمه هنا فإن كانت تربية طفل أمراً لستِ قادرة عليه.. أتركيه، لكن المؤلفة ليست بقادرة على الاعتراف بأنها لا تريد أن تهتم بطفل منذ الفجر كي لا تصور بالانانية فتقول سأهتم بأطفالكن يا أمهات! ، ثم موضوع الإنتاجية وهو موضوع شائك حيث يتبنى التيار الهوياتي المسعور رؤية مناهضة للرأسمالية، والنساء اللاتي لا يرغبن باطفال سيأخذن وظائف الأمهات في شركة انتهازية.. وستكون فرصة توظيف الأمهات أقل في سوق تعرض فيه امرأة بلا طفل خدمتها ، الهروب من دعم الرأسمالية بالقول بأنها ستأخذ إجازة أيضا لأنها تريد أن تمارس هواية يضحكني ، ربما من الأفضل أن ترفع عن نفسها الملامة وتشير إلى النظام الذي يضعها محل شقيقتها الأم دون أن تنكر قيمتها في السوق ، ثم الوحدة .. كان بالإمكان المؤلفة أن تجب بعدم الضمان ، لا يمكنك أن تعول على أبدية أي علاقة .. لكنها تدرك ما يمكن أن تفعله العائلة البيولوجية و ثنائية البنوة و الأبوة، المنزل الذي يسكنه طفل يستحيل أن يكون مثل منزل بلا طفل ، الأصوات و الفوضى و العمل المتواصل .. لها طعم مختلف تدركه الأمهات بعدما يكبر آخر أطفالها ، فحين يسألون امرأة لا تريد طفلا لماذا تختار الوحدة دون صحبة ابن في حياتها تجيبهم بأنها في صحبة زوجها ..
الأمر في النهاية أختيار لكن انعدام الشفافية يغضبني ، ثم مهلاً هي اختارت عدم الإنجاب ماذا عن زوجها؟ هل اكتشف هويته حين تزوجها؟ أم أختار البقاء معها على أن يكون أب ؟ ، مسألة الهوية مستفزة .
<b>وضع كل الظلم الذي على المرأة في مواجهة المرأة التي اختارت عدم الإنجاب</b> <b><blockquote>"Don’t be intimidated by all the babies they have/Don’t be embarrassed that all you’ve had is fun" </blockquote></b> الكتاب تضع المؤلفة جميع انواع قهر المرأة في مواجهة قرار عدم الإنجاب وهذا سلوك تحاول فيه خلق نضال و مقاومة أكبر من الواقع ، أن المرأة التي خلقت بامكانية الاختيار لا يمكن لأحد أن يوسمها بالقصور و النقص مثلما توسم المرأة العاقر ، فهذه المرأة لديها سلاح الرفض .. قد قالت لا للتصور التقليدي عن دور المرأة في المجتمع.. قالت لا للامومة، مستفز سلب المرأة العاقر نضالها ليشمل امرأة سليمة فقط لكي تخلق لنفسها سردية نضالية ، الصراع الحقيقي هو وسمها بالشبق و خيانة العرق والأمة - خاصة في الشعوب التي عانت حروباً تطهيرية- ، هذا ميدان الجدل فهي صحيحة البطن يمكنها أن تنجب فكيف تصور بالقصور ! . ثم نجدها تدخل نفسها في معاناة المرأة التي تسعى للاجهاض أو التي تعاني من تدخل الأطباء في صحتها بحيث تشاركهم معاناة التحكم في جسمها، وهذا ليس بصحيح فهي اختارت ولا يمكن لأحد أن يحقنها ببيضة مخصبة! .. المرأة التي بيد الرعاية الصحية علاجها هي التي تعاني من وصاية على الجسد ، ثم يذكرني الأمر حين قررت احداهن التخلص من المبايض فقررت الطبيب اعطاءها فترة تفكير فوجدت في قراره وصاية! ، طبيعي لن يستعجل .. من انسانيته أن لا يستعجل . واخيراً نراها تتسلل إلى المنظومة الفكرية الجندرية لتقول نحن أيضا نوع أسرة مثل نوع الأسرة السحاقية و الأسرة اللوطية و الأسرة المتحولة ، نواجه التصور المحدود للأسرة وحصرها في الأسرة البيولوجية المكونه من الجنسين، لكنها لا تدرك بأنها ليست أسرة أصلا، الأسرة محاضن الأطفال أما الشخصين المتزوجين هما زوجان فحسب ، لا يهمني جدل القيمة بل يهمني هنا ميوعة المفهوم و محاولة المؤلفة صنع سردية المظلومية و القهر !
هذا يدل على عجز المؤلفة في فهم شعور الضغط الذي تمر به لقرار اختارته، فتهرب من الاتهامات الحقيقية الموجهه لقرارها إلى ساحات صراع لا تشملها كي تجد لنفسها فريق تنتمي له وتجد إجابات جاهزه لعدو هي اختارته! ، كان عليها الجلوس مع افكارها ومراجعة أثر قرارها في دعم الرأسمالية وفي تصويرها كامراة شهوانية و تصويرها كخائنة لعرقها الايرلندي.. ليست مسألة وصاية فالعكس صحيح ،ولا مسألة قهر وجودي فهي تستطيع الإنجاب ولا تريد ، ولا مسألة محاربة زواجها لأجل الأسرة البيولوجية لأنها أصلا لا تشكل أسرة مع زوجها .
<b> التعاطف إلى درجة التقزز</b> تكرار المؤلفة أنها في صف الأمهات و تحب رعاية الأطفال وترغب في تسخير وقتها لاجلهم يجعلني اشفق على العجز الفكري الذي وقعت فيه فراحت تكرر على النساء لست عدو انا احبكم! . كان يكفيها مرة واحدة توضح فيها موقفها من الأسرة البيولوجية ، الإصرار على تأكيد أنها ليست خصم مثيرة للشفقة .
اخيراً المؤلفة امرأة تبحث عن القبول ولا تملك شجاعة الاعتراف بأسباب قرارها، قرار الإنجاب يجب أن يكون واعي وكذلك قرار عدم الانجاب، هذا القرار ليس هوية بل اختيار مرهون بظروف الحياة المختلفة ، مثله مثل قرار الزواج .