لا أعلم هل يتفق معي أحدهم أم لا ، ولكنه في العموم من أفضل الكتب التي قرأت .. لم أستطع أن أقَسِّم قراءته على فترات، حتى أنني أنهيته في جلسةٍ واحدة

كان تنوع أسلوب عرض الكاتب هو سر التشويق في الكتاب،
حيث بدأ حديثه برسائل متبادلة بين أشخاص .. كانت تلك هي أول أجزاء الكتاب مداعبةً للعواطف، كانت الرسائل إعتذارات عن أفعال ارتكبت .. برغم أن دافعها الحب و غاية فاعليها فقط السماح و كانوا على أمل العودة فقط مرةً واحدة .. ولكن انتهى الأمر بفراقٍ و وداع، و حينها غلب على حديثهم إطمئنان حزين، سكوت تحسر فيه جميعهم على الرحيل، حتى و إن لم يكن بأيديهم ذلك و لكنهم لم يجدوا أيضاً سوى إعتذارهم عن الرحيل ...
انتقل بعد ذلك إلى أسلوبٍ آخر و هو حديث ضحايا الإضطهاد و التنمر إلى أفراد المجتمع، طالبين منهم إما التعاطف الغير مؤلم و إما الرحيل في صمت، وهو بلا شك يلفت نظر القارئ إلى أفعال صغيرة يمكن أنه يرتكبها عن غير عمد ولكنها تجرح الكثير.
ثم انتقل بعد ذلك إلى أسلوب آخر في الرسائل و كأنها لم تكن رسائل إلى أحدٍ سوى نفس الكاتب، و كأنها قصاصات عشوائية من دفتر يوميات أحدهم ذلك الذي عانى و كادح أو ذلك الذي مر بيومٍ سعيد .. و كان إقتطاع أحد الفصول بمقطوعة شعرية تتناسب مع الأحداث من أروع ما ضمه الكتاب
رسائل لم تصل لفوات الأوان من أكثر الرسائل إيلاماً في الكتاب، و هي تلفت القارئ إلى أن كتمان المشاعر يودي في كل الأحوال إلى الخُسران — و لكن كما ذكر الكاتب في أحد فصوله هناك من لا يقدرون على إفصاحها أحياناً، مثلي :") —
كانت فكرة رائعة تلك التي وجدتها في الصفحة الأخيرة من الرواية و سعِدتُ بها جداً و شعرت أنني أمتلك كنزاً قيماً لا بُد أن أجيد إختيار من أهديه إياه .. لا بُد أن يكون أميناً على تلك الثقة.