لا استطيع غير التعبير عن ندمي علي عدم قراءة هذه التحفة الفنية اللتي أبدع فبها نجيب محفوظ والتي أشعر اني لن أستطيع ايفائها حقها في تلك المراجعة
فقد أبدع نجيب في سرد الحياة اليومية لأسرة السيد أحمد عبدالجواد ووصف شخصيات تلك الأسرة التي لا تخلو من تناقضات بين أفرادها وازدواجية في شخصياتهم حيث تجد رب الأسرة الرجل اللطيف مع أصدقائه وجلسته مع أصدقائه وسهرهم الذي لا يخلو من الضحك والنكات وتجده في منزله شديد البأس مع ابنائه وزوجته ,وتراه عابدا مؤمنا لا يفرط في فرض وفي نفس الوقت معاقرا للخمر ومحبا للنساء .
وتجد أمينة ابنة الشيخ المجاور التي تؤمن بالأحجبة والخرافات والتي لا تعصي امرا لزوجها رغم معاملته السيئة لها , و خديجة الابنة الكبري سليطة اللسان وغيرتها من أختها عائشة بسبب تفوقها عليها جمالا الا انها تخفي طيبة قلبها وتحب اخوانها جميعهم .
أما ياسين فهو الابن الاكبر للسيد من زوجة سابقة وورث عن أبيه مافيه من حب للنساء وشرب الخمور ولكن لم يرث حكمة أبيه الشديدة وحذره , وفهمي الذي ظهر معه الجانب الأهم من الرواية فهو طالب في مدرسة الحقوق وعضوٌ في لجنة الطلبة , ومشارك في جماعة من الجماعات السرية المطالبة بارجاع سعد زغلول من منفاه واستقلال مصر حيث خرجت المظاهرات واشتعل لهيب الثورة في القلوب و ارتوت الشوارع بدماء الشهداء وامتلأت البيوت حزنا علي فقداهم الذين ستتألم لفقدهم.
انهي هذه المراجعة وأنا ادرك أن هذه الرواية ستكون من أفضل قراءات السنة و أرشحها بشدة لمن لم يقرأها .