A review by shehab_eldin
خالتي صفية والدير by Bahaa Taher

4.0


’’ إن بعت ناسك اليوم من أجل الذهب يا حنين، فغدا تبيعني بملاليم ’’


قلم الكاتب الكبير بهاء طاهر، أخرج لنا واحدة من أفضل الروايات من صعيد مصر، وإن كانت صغيرة الحجم نسبياً، محكومة السرد ومركزة بدرجة تشبه القصص القصيرة، وأيضاً قليلة الحوار لكن أختيارات الكاتب جميعها من الناحية الأدبية والبلاغة جيدة.
تشبيهاته أيضا ووصفة الدقيق رائع، فيحدثنا بداخل صفحات الرواية طفل صغير، ويكبر معك حتى سن الجامعة تقريباً، أي مايزال في سن الشباب وهذا ما يميز سرد الرواية.

من الناحية الأخرى فهي قصة في صعيد مصر وبشكل محدد في قرية صغيرة جدا في مدينة الأقصر، ربما تشبه الكثير من الأفلام المصرية القديمة، لكنها ماتزال هي شعار الصعيد في مصر، الثأر، الدم، الظلم، خروج البنات من التعليم، زواج القاصرات، التقاليد المعقدة المحكوم بها أهل القرية جميعاً. وقبل كل ذلك الفقر. الفقر الذي كان يعد السمة الأساسية للفلاح والمزارع المصري القديم سواء في عهد الملوك، أو بالعهد الاشتراكي والإصلاح الزراعي لعبد الناصر، فالفقر في قرى الصعيد لا ينتهي أبداً.

الجزء الأجمل في الرواية أيضاً، هو الدير ووصف الدير والمقدس بشاي - بالمناسبة شخصية المقدس بشاي هي الشخصية الأفضل والأجمل في الرواية بأكملها.. شخصية كلامها كله كالمسك - والرهبان حقاً كان الوصف رائعا، بحثت عن صور كثير لدير في الصعيد بجانب قرية بشكل واضح كما وصف الكاتب ولم أجد، لكن يمكننا مشاركة صورة الدير الأجمل سانت كاترين.
jpg



أخيراً "ومن الحب ما قتل"

24/8/2020