A review by ahmed_suliman
خوارق اللاشعور by علي الوردي Ali Al-Wardi

5.0

الكتاب رائع جداً على عكس ما توقعت،
لم يناقش خرافات و ميتافيزيقيات شاهدها أو سمع عنها فسارع بجمعها في كتاب ولكنه تحدث عن النفس البشرية و علاقتها بما حولها من الكون، تحدث عنها و ما يحويها من شعور و دراية ولا شعور،
تحدث عن النظرية المطلقة و اختلاف الاطارالفكري مباشرةً قبل الحديث عن الصراع السوفسطائي و المنطقي و كم أعجبني أنه لم ينحاز لأيٍ منهما ففي عبارة واضحة قال أن الصراع بين هذا و ذاك ليس لخدمة الصالح العام ولكن لانتصار كل فردٍ لمذهبه -كما هو الحال في صراعات رجال الدين- .. فأُهملت جواهر الأمور و سار الضوء مسلطاً على ظواهرها.
فإن كانت الأديان أو القوانين قد أرست قواعد و قوانين منطقية تسري على العامة فإنه من الضروري أن تتسم هذه القواعد بالمرونة مع اختلاف ظروف كل حالة و هو ما يستقي المفيد من المذهبين.

من الرائع أنه حاول الكاتب إعتماده في تفسيراته على الفيزياء و العلوم الحديثة و استشهد بنظريتي تشينز و سينل العلميتين في تفسير التخاطر أو ما أسماه بالتواصل اللاشعوري.

كان عبقرياً منه توضيح أن اللاشعور كالحدس و التخاطر و غيره إما أن يصيب أو يخطئ فإنه كالصدفة تماماً لها احتمالات و إن ثبت تجريبياً أنها أقوى احتمالاً من الصدفة. كما أوضح أيضاً أن ليس كل ما يحدث من أفعال في اللاشعور كالأحلام دليل على حدس أو تخاطر و لكن يمكن أن يكون بناء على رغبات أو أفكار قابعة في العقل الباطن.

أسلوب الكتابة كان رائعاً، الحديث عن موضوعات خارج العنوان الرئيسي للكتاب كان في محله فقد استخدمها في إرساء دعائم فكرته الرئيسية.
لم يكن هذا كله ما أعجبني في الكتاب ولكن هذا ما أتذكره الآن.

أما عن السلبيات، فكان في آخر فصل هو الحيود عن موضوع الكتاب الرئيسي و الدخول إلى موضوعات سياسية لم يكن لها صلة بفكرة الكتاب من قريب أو بعيد .. أيضاً هجومه الغير مبرر على كثير من العلماء في بادئة الكتاب، و أخيراً زعمه أن العقل الظاهر و الإرادة الحرة لا يقودا إلا للفشل عكس اللاشعور فهذا غير صحيح حتى الأمثلة العملية كنت مختلفاً معها .. ولكن على غرار الموازنة بين القواعد الاجتماعية منطقياً أو سوفسطائياً وجب الموازنة بين الشعور و اللاشعور.
ختاماً هو كتاب جميل و استمعت بقرائته.